السبت، 18 يناير 2014

التصميم التعليمي : Instructional Design

التصميم التعليمي : Instructional Design




مفهوم التصميم التعليمي :
يعد التصميم التعليمي (Instructional Design) مكونا مهما من مكونات مجال تكنولوجيا التعليم ، وهو أحد المهام الأساسية للمتخصصين فى تكنولوجيا التعليم ، وتأتى أهمية التصميم كمكون من مكونات المجال من أن لكل موقف تعليمى ما يناسبه من مواد تعليمية وأجهزة وطرق عرض للمحتوى الدراسي، وتحتاج هذه الجوانب إلى وضع مواصفات وخصائص خاصة بها حتى يمكن إنتاجها بصورة جيدة ، تزيد من فاعلية وكفاءة الموقف التعليمي.

    إن كلمة تصميم مشتقة من الفعل (صمم ) أي عزم ، أما مفهوم التصميم اصطلاحاً فيعني هندسة الشيء بطريقة ما على وفق محكات معينة أو عمليه هندسية لموقف ما. ويستعمل مفهوم التصميم في العديد من المجالات كالتصميم الهندسي والتجاري والصناعي وكذلك التربوي وغيرها.
والتصميم كما عرفه (Smith and Regan – 1993 ) نقلاً عن ( يوسف قطامي – 2001 ) هو عملية تخطيط منهجية تسبق الخطة في حل المشكلات اما في المجال التعليمي فالتصميم خطوات منطقية وعلمية تتبع لتصميم التعلم وانتاجه وتنفيذه وتقويمه ، وبهذا المجال يصف (Briggs) نقلاً عن ( الروقي – 2005 – 1) بأن التصميم التعليمي عملية متكاملة لتحليل حاجات المتعلم والاهداف وتطوير الانظمة الناقلة لمواجهة الحاجات والاهتمام بتطوير الفعاليات التعليمية ووتجريبها واعادة فحصها .

كما يطلق على عمليات الوصف والتحليل التي تتم لدراسة متطلبات التعلم . وهو عملية منطقية تتناول الإجراءات اللازمة لتنظيم التعليم وتطويره وتنفيذه وتقوميه بما يتفق والخصائص الإدراكية للمتعلم .
ومصممو التعليم يستعينون بـ " تكنولوجيا التعليم " instructional technology ، للانطلاق منها كقاعدة نظرية لتطوير التعليم .
 وتعود أهمية حقل تصميم التعليم إلى أنه يشكل الإطار النظري النموذجي الذي لو اتبع فإنه سيسهّل تفعيل العملية التعليمية بمهامها المختلفة : ( نقل المعرفة ، اكتساب المهارات ، وجودة الموقف التعليمي) .
وتُعَرف كل من ( سيلزوريتشي ،  ،131-1994) التصميم التعليمي بأنه : "إجراء منظم يشمل مجموعة من النشاطات والمهارات المرتبطة بــ : تحليل التعليم وتصميمه وتطويره وتنفيذه وتقويمه وإدارته " .
ويرى ( زيتون 1998 : 80 )  أن تصميم التعليم : عملية منهجية تهدف إلي تخطيط المنظومات التعليمية لتعمل بأعلى درجة من الفاعلية و الكفاءة لتسهيل التعليم وحدوث التعليم لدى الطلاب ، وعادة مــا يستعَان لإنجاز هذه العملية بنماذج إرشادية يطلق عليها نماذج تصميم التعليم .
وتكمن أهمية التصميم التعليمي في أنه جسر يصل بين العلوم النظرية ( العلوم السلوكية والمعرفية ) ، والعلوم التطبيقية ( استخدام التكنولوجيا والتقنية في عملية التعلم ) ، وفي هذا العصر الذي فقزت فيه التقنية وباتت الفجوة تتسع بين النظريات التربوية والتعليمية تأتي الحاجة للعناية بتصميم التعليم لتحويل التعليم من الإطار النظري القائم على التذكر والحفظ فقط ، إلى الشكل التطبيقي التي يتلمس فيه المتعلمون من أنفسهم الفاعلية في تطبيق ما تعلموه في حياتهم.
ويمكن تعريف تصميم التدريس كذلك على انه " وضع خطة لاستخدام عناصر بيئة المتعلم والعلاقات المترابطة بينها بحيث تدفعه إلى الاستجابة في مواقف معينة تحت ظروف معينة من أجل إكسابه خبرات محددة وإحداث تغييرات في سلوكه وأداءه تحقق الأهداف المقصودة "

يمكن تعريف التصميم التعليمى بأنه :" عملية وضع خطة لاستخدام عناصر بيئة المتعلم والعلاقات فيها ، بحيث تدفعه للاستجابة فى مواقف معينة ، وتحت ظروف معينة من اجل اكسابه خبرات محددة وإحداث تغيرات فى سلوكه أو أدائه لتحقيق الأهداف المقصودة".

كما يمكن تعريفه بأنه :" الطريقة العملية النظامية المخططة لتناول بيئة المتعلم عن قصد وباختيار الوسائل والأساليب المناسبة لإحداث تغيرات فى سلوكه من أجل تحقيق هدف أو مجموعة اهداف محددة وضمن شروط محددة ".( ناجح محمد حسن ، 1997م) .

كما يمكن تعريف التصميم التربوي بانه هندسة العملية التعليمية التي تتوخى التطوير المنهجي لاجراءات علمية ودافعية تهدف الى تحقيق الفعل التعليمي في قضاء مكاني وزماني محددين ( جيفري هوب – 2001 – 2) .

مما تقدم يمكننا ان نعطي مفهوماً شاملاً للتصميم التعليمي على أنه خطوات علمية متكاملة ومنظمة ومتداخلة  ومتسلسلة ومترابطة ذات طبيعة مستمرة تستلزم متطلبات كثيرة تؤدي الى تحقيق اهداف محددة لنوع معين من المتعلمين خلال فترة زمنية محددة .

وبما أن تصميم التعليم حقل من الدراسة والبحث يتعلق بوصف المبادئ النظرية وعلى اجراءات عملية متعلقة بكيفية اعداد المناهج المدرسية والمشاريع التربوية والدروس التعليمية بشكل يهدف الى تحقيق الاهداف المرسومة ، فهو بذلك اعتبر علماً يتعلق بطرق تخطيط عناصر العملية التعليمية وتحليلها وتنظيمها وتطويرها من اشكال وخطط قبل البدء بتنفيذها سواءً كانت مبادئ وصفية او اجرائية ( نائله عوض – 2006)

ويعد التصميم التعليمي قمة ما توصلت اليه التقنيات التربوية في معالجة مشكلات التعلم ، والتعليم وتطوير مستوياته وتقديم المعالجات التصحيحية الخاصة بكل منها. لذا يتطلب من المصممين بذل الجهد واستغلال الوقت بشكل أمثل عند تطبيقه .

هذا ويطلق التصميم التعليمى Instructional design  على عمليات الوصف والتحليل التى تتم لدراسة متطلبات التعلم . ويعد التصميم التعليمي إحدى العمليات الرئيسة لتكنولوجيا التعليم، وقد تعددت التعريفات التي تناولته، فهناك من يراه بأنه مدخل منظومى لتخطيط وإنتاج مواد تعليمية فعالة، وآخرون يشيرون إليه على أنه مدخل منظومى لتخطيط وتطوير وتقييم وإدارة العملية التعليمية بفاعلية، وآخرون يشيرون إليه على أنه مجموعة الخطوات والإجراءات المنهجية المنظمة التي يتم خلالها تطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلم الإنساني لتحديد الشروط والمواصفات التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية بما تتضمنه من مصادر ومواقف وبرامج ودروس ومقررات، ويتم ذلك على الورق.

        كما يشار إليه بأنه العملية التي تحدد كيف سيحدث التعلم (شحاته،2011)، وقد أشارت جميع التعريفات على أنه عملية تعنى بتحديد الشروط والخصائص والمواصفات التعليمية الكاملة لأحداث التعليم، ومصادره، وعملياته، وذلك من خلال تطبيق مدخل النظم القائم على حل المشكلات والذي يضع في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في فعالية التعليم والتعلم.

يعود الفضل فى علم تصميم التعليم دراسات وأبحاث علماء نظريات التعلم أمثال سكنر ، وجانييه (1977م) وبرونر (1977م) وغيرهم ، حيث يبحث علم تصميم التعليم فى بناء أفضل الطرق التعليمية التى تؤدى الى تحقيق الأهداف التعليمية الموضوعة من قبل الخبراء أو المسئولين التربويين ، ثم وصف هذه الطرق فى أشكال وخرائط مقننة تعتبر بمثابة دليل للمعلم يسير عليه أثناء عملية التعليم.

        توجد كثير من النماذج التي تناولت تصميم المواد والبرامج التعليمية ، كما سيرد لاحقاً ولكنها اختلفت تبعاً لمستوياتها من حيث الشمول والعمق، أو لطبيعة الأهداف ونواتج التعلم المستهدفة ، أو لمستوى إتقان تعلمها، فمنها البسيط على مستوى الوحدات التعليمية أو الدروس ومنها المركب على مستوى المقررات الدراسية، ولا يصلح اختيار نموذج واحد لجميع المراحل التعليمية والمواقف التدريسية، ولكن يتم المفاضلة فيما بينها في ضوء طبيعة مدخلات النظام وما يرجو تحقيقه من أهداف .
بالاطلاع على ودراسة النماذج المختلفة للتصميم التعليمي، نجد أن هذه العملية تتم في ضوء مجموعة من المراحل والتي هي بمثابة خطوات إجرائية رئيسة ومحددة ، يقوم بها المصمم التعليمي، وقد تتضمن مجموعة من العمليات الفرعية. وإن اختلفت نماذج التصميم التعليمي في شكلها، إلا أنها تتفق في جوهرها ، من حيث إتباعها خطوات إجرائية محددة تتمثل في عمليات التحليل، والتصميم والإنتاج، ثم التطبيق فالاستخدام والتقويم.

وللتصميم التعليمي ونماذجه ثلاثة أنواع رئيسة هي:
-       نماذج توجيهية : تهدف إلى تحديد ما يجب عمله من إجراءات توجيهية للتوصل إلى منتوجات تعليمية محددة في ظل شروط تعليمية معينة.
-       نماذج وصفية : وتهدف إلى وصف منتوجات تعليمية حقيقية في حالة توفر شروط تعليمية محددة مثل نماذج نظريات التعلم .
-       نماذج إجرائية : تهدف إلى شرح أداء مهمة عملية معينة، وتشتمل على سلسلة متفاعلة من العمليات والإجراءات، ولذلك فكل نماذج التطوير التعليمي تندرج تحت هذا النوع.

المجالات تعليمية الرئيسة لعلم التصميم التعليمى :
أشار رايجلوث Reigeluth ,1983,pp7-9 إلى أن علم التصميم يحتوى على ست مجالات تعليمية ، تعد تلك المجالات بمثابة قواعد لنشاطات المصمم التعليمي وهى :
-       تحليل النظام التعليمي : ( Instructional Analysis )
ينطوى تحليل النظام التعليمى على الاهتمام بتصنيف الاهداف التعليمية إلى مستويات مختلفة وفق التصنيفات التربوية المعروفة في التربية كتصنيف " بلوم " وتصنيف " جانبه " وتحليل المادة التعليمية إلى المهام التعليمية الرئيسية والثانوية والمتطلبات السابقة اللازمة لتعلمها كما يتضمن هذا المجال تحليل خصائص الفرد المتعلم وتحديد مستوى استعداداته وقدراته وذكائه ودافعته واتجاهاته ومهاراته … الخ ، وتحليل البيئة التعليمية الخارجية وتحديد الامكانيات المادية المتوفرة وغير المتوفرة والمصادر و المراجع والوسائل اللازمة للعملية التعليمية ثم تحديد الصعوبات التي قد تعترض سير العملية التعليمية .

- تنظيم النظام التعليمي ( Instructional Design )
 يهتم هذا المجال بتنظيم اهداف العملية التعليمية ومحتوى المادة الدراسية وطرائق تدريسها ونشاطاتها وطرائق تقويمها بشكل يؤدي إلى افضل النتائج التعليمية في اقصر وقت وجهد وتكلفة مادية ويتعلق هذا المجال ايضا بوضع الخطط التعليمية سواء كانت اسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية .

- تطبيق النظام التعليمي ( Instructional Implementation )
يتعلق هذا المجال بوضع كافة الكوادر البشرية والادوات والمصادر والوسائل التعليمية واستراتيجيات التعليم المختلفة بما فيها طرائق التدريس والتعزيز واثارة الدافعية ومراعاة الفروق الفردية وغيرها موضع التنفيذ والتطبيق .

-       تطوير النظام التعليمي : (Instructional Development )
يرتبط هذا المجال بفهم وتطوير التعليم وتحسين طرق التعليم عن طريق استخدام الشكل والخارطة أو الخطة التي يقدمها المصمم التعليمي حول المنهاج التعليمي الذي من شأنه ان يحقق النتائج التعليمية المرغوبة وفق شروط معينة .

- ادارة النظام التعليمي: ( Instructional Management )
هو المجال الذي يتعلق بضبط العملية التعليمية والتأكد من سيرها في الاتجاه الذي يحقق الاهداف التعليمية التعلميه المنشودة ويتم ذلك عن طريق تنظيم السجلات المدرسية والجداول وضبط عمليات الغياب والحضور ومراقبة النظام وتطبيق الامتحانات المدرسية في الموعد المحدد والاشراف على تامين كافة الوسائل والادوات التعليمية التي تضمن سير العملية التعليمية بالشكل الصحيح .

- تقويم النظام التعليمي ( Instructional Evaluation )
يتعلق مجال تقويم النظام التعليمى بالحكم على مدى تعلم التلميذ أو المتعلم وتحقيقه للاهداف التعليمية المنشودة ، وتقويم العملية التعلمية التعليمية ككل ، وهذا يتطلب بدوره إلى تصميم الاختبارات والنشاطات التقويمية المختلفة سواء كانت يومية اسبوعية او شهرية او سنوية ، وبالتالي فعملية التقويم تتعلق بتحديد مواطن القوة والعمل على تعزيزها وتحديد مواطن الضعف والعمل على معالجتها.

أهمية التصميم التعليمي :
تتمثل أهمية التصميم التعليمي في كونه العامل الحاسم في فاعلية أو عدم فاعلية العملية التعليمية باستخدام نظم الوسائل المتعددة فقد أثبتت الدراسات فعالية استخدام نظم الوسائل المتعددة وذلك إذا أُحسن تصميمها وإنتاجها ولكن إذا لم تصمم بطريقة جيدة تراعي المتغيرات والعوامل التربوية والفنية، فلن تقدم الكثير إلى عملية التعلم، بل قد تقلل من جودته وتؤدي إلى آثار سلبية لدى المتعلمين، بل قد يكون التعليم التقليدي أسرع وأكثر فاعلية واقتصاداً من الوسائل التفاعلية رديئة التصميم وهذا ما أدى إلى ذلك إلى الاهتمام بالتصميم الجيد لبرامج الوسائل المتعددة، وتوازى مع هذا الاهتمام اهتمام أكاديمي بدراسة أثر استخدام تلك البرامج بأساليبها المختلفة على عملية التعليم لما لها من أهمية بالغة في تحقيق التعلم الإيجابي (الطاهر, 2006) فعلى سبيل المثال أكد (ليكاس، 1991 ( في دراسته من أن التصميم البصري للشاشة يؤثر على انطباع الدارس نحو البرنامج ومدى فهمه له ورغبته في استخدامه كما إن أماكن وضع النصوص والصور على الشاشة يؤثر في قراءتها وفهمها، فالشكل النهائي لتصميم شاشات الكمبيوتر يمثل العنصر الرئيسي في تكوين البرنامج حيث يتحكم في الحالة الانفعالية للمشاهد وتخلق لديه الانطباع نحو هذا البرنامج ومن ثم نحو المحتوى(المادة العلمية) المقدم من خلال، وأكد على كتابة الأهداف بصياغة سلوكية وفي تسلسل مناسب، واستخدامها في تصميم قائمة الأوامر، وإعداد الشاشة، ثم اختيار لغة البرمجة المناسبة ونظام التأليف، مع مراعاة استخدام الصور والرسومات التوضيحية مع الصوت لتدعيم الوحدة.
كما تؤكد دراسة(محمد عطية خميس,2000 (التي هدفت إلى وضع معايير لتصميم نظم الوسائل المتعددة/ الفائقة وإنتاجها، ضمن نتائجها في البند الخاص بتصميم الشاشة وطرق وضع النصوص والصور عليها، ضرورة أن تستخدم الوسائل المتعددة المناسبة، كعناصر أساسية في نقل المحتوى، وبشكل وظيفي ومتكامل مع النصوص، وحسب الحاجة التعليمية إليها.
 هذا ويمكن الاشارة إلى أن جميع الدراسات التي تناولت التصميم التعليمي أكدت على ضرورة الاهتمام بتصميم وتنظيم وحدات التعليم بواسطة الكمبيوتر والاهتمام بالتصميم الوظيفي للوحدة المعدة ، والموضوعات الفرعية التي سوف تغطيها الوحدة كما أن التصميمات الغير متقنة جعلت عدد من الانتقادات توجه إلى التعلم والتعليم بالوسائط المتعددة، من بين تلك الانتقادات هو انعزاليتها الأمر الذي يتناقض والأهداف الاجتماعية للتعليم المدرسي ولهذا قدم (هوبر) مجموعة من الأفكار للمصمم التعليمي تتمثل في عدداً من النقاط وهي الاعتماد المتبادل والمسؤولية والتفاعل الايجابي , التدريب التشاركي وتطوير العمل الجماعي واستمراريته ، هذا ما يؤكد على أهمية التصميم ودورة في العملية التعليمية  (انجلين , جاري. 2004)

هذا وترجع أهمية علم التصميم التعليمى إلى ما يلى :
- يؤدي تصميم التعليم إلى الانتباه نحو الأهداف التعليمية : من الخطوات الأولى في تصميم التعليم , تحديد الأهداف التربوية العامة والأهداف السلوكية الخاصة للمادة المراد تعليمها , هذه الخطوة من شانها أن تساعد المصمم في تميز الأهداف القيمة من الأهداف الجانبية وتمييز الأهداف التطبيقية من الأهداف النظرية.
- يزيد التصميم من احتمالية فرص نجاح  المعلم في تعليم المادة التعليمية : إن القيام بعملية التصميم (التخطيط والدراسة المسبقة) للبرامج التعليمية من شانها أن تتنبأ بالمشكلات التي قد تنشا عن تطبيق البرامج التعليمية , وبالتالي محاولة العمل على تلافيها قبل وقوعها , فالتصميم عملية دراسة ونقد وتعديل وتطوير للبرامج , ومن شأنه أيضا أن يجنب المستخدم لهذه الصورة صرف النفقات الباهظة والوقت والجهد اللذين قد يبذلان في تطبيق البرامج التعليمية بشكل عشوائي .

- يعمل تصميم التعليم على توفير الوقت والجهد : بما أن التصميم عبارة عن عملية دراسة ونقد وتعديل وتغير لذا فان الطرق التعليمية الضعيفة أو الفاشلة يمكن حذفها في أثناء التصميم قبل الشروع المباشر بتطبيقها ز فالتصميم والتخطيط المسبق عبارة عن اتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة باستعمال الطرق التعليمية الفعالة التي قد تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرغوب فيها .

- يعمل تصميم التعليم على تسهيل الاتصالات والتفاعل والتناسق بين الأعضاء المشتركين في تصميم البرامج التعليمية وتطبيقها ويقلل من المنافسات غير الشريفة بينهم.
- يقلل تصميم التعليم من التوتر الذي قد نشا بين المعلمين من جراء التخبط في إتباع الطرق التعليمية العشوائية , فتصميم التعليم من شانه أن يقلل من حدة هذا التوتر بما يزود به المعلمين من صور وإشكال ترشدهم إلى كيفية سير العمل داخل غرفة الصف .
- ونجد أن هدف تصميم التعليم هو صياغة الأهداف العامة والسلوكية وتحديد الاستراتجيات وتطوير المواد التعليمية التي يؤدي التفاعل معها إلى تحقيق الأهداف .

ويمكن تلخيص أهمية تصميم التعليم في الآتي :
1-  تجسير العلاقة بين المبادئ النظرية وتطبيقها في الموقف التعليمي .
2-  تحسين الممارسات التربوية باستعمال نظريات تعليمية أثناء القيام بعملية التعليم بالعمل .
3-  الاعتماد على الجهد الذاتي للمتعلم في عملية التعليم .
4-  استعمال الوسائل والاجهزة والادوات التعليمية بطريقة جيدة.
5-  العمل على توفير الوقت والجهد من خلال استبعاد البدائل الضعيفة والاتسهام في تحقيق الأهداف .
6-  إدماج المتعلم في عملية التعليم بريقة تحقق أقصى درجة ممكنة من التفاعل مع المادة .
7-  توفير الجهد والوقت .
8-  ايجاد علاقة بين المبادئ النظرية والتطبيقية في المواقف التعليمية .
9-   اعتماد المتعلم على جهده الذاتي أثناء عملية التعلم .
10-         توضيح دور المعلم في تسهيل عملية التعلم .
11-          تفريغ المعلم للقيام بواجبات تربوية اخرى اضافة الى التعليم .
12-          التقويم السليم لتعلم الطلبة وعمل المعلم .

بعبارة أخرى ماذا يمكن أن يقدمه تصميم التعليم للعملية التعليمية ؟
- فيما يتعلق بالعلم : فسوف يساعده علي تحسين نوعية أدائه وتحسين مستوى تدريسه ،ومن ثم رفع مستوى تعليم طلابه وانجازهم .
 - فيما يتعلق بالمناهج : فسوف يساعد واضعو المناهج علي تحسين نوعية أدائهم ورفع مستوي تأليفهم ، ومن ثم وضع مناهج منظمة وجيدة وفعالة وأكثر ملائَمة للبيئة وعصر الانفجار لمعلوماتي و التكنولوجي  .
- فيما يتعلق بالطالب : فسوف يساعده علي تحسين عاداته الدراسية ، وتنظيم تفكيره وإدراكه وعملياته العقلية ومن ثم مستواه الفكري والأكاديمي .

يتضمن مصطلح التصميم التعليمى Instructional Design مفهومين هما: التصميم، التعليم (التدريس)، فيشير التصميم التعليمى أو تصميم النظم التعليمية Instructional System Design إلى العملية المنظمة Systematic Process لترجمة مبادئ التعليم والتعلم إلى خطط للمواد التعليمية والنشاطات ومصادر المعلومات والتقويم، ويعد عمل المصمم التعليمى Instructional Designer أشبه إلى حد ما المهندس، فكلاهما يخططان العمل وفق مبادئ ثبت نجاحها فى الماضى، قوانين الفيزياء للمهندس ومبادئ التعلم بالنسبة لمصمم التعليم، وكل منهما يحاول جاهداً التوصل لايجاد تصميم لحلول عملية وجذابة للمستفيد، واستخدام اجراءات حل المشكلة لتوجيه قرارات التصميم. وفى هذه العملية المنظمة، يخطط المهندس أو المصمم التعليمى لتوفير حل المشكلة (المبنى مثلا بالنسبة للمهندس)، (البرنامج التعليمى بالنسبة للمصمم التعليمى)، ويضع كلا منهما مواصفات الحل فى صيغة مخطط، ولكن ليس بالضرورة قيامهما بتحويل تلك المواصفات إلى منتوجات حقيقية فكثيرا ما يقوم أناس آخرون متخصصون فى الانتاج بتلك المهام.

هذا وتعد العملية المنظمة للتصميم التعليمى هامة وضرورية بغض النظر عن نوع المنتج التعليمى، وتكتسب هذه العملية أهمية قصوى خاصة عندما تكون وسيلة التدريس أى شيئ غير المعلم نفسه، كما فى حالة التعلم الذاتى أو برامج التعلم من بعد المستندة على التقنية ومواد تكنولوجيا التعليم وأساليب وأدوات تكنولوجيا الاتصالات، ويجب أن يكون ناتج هذه العملية تعليماً يتميز بالفاعلية، وما تتضمنه تلك الفاعلية من تحقيق الأهداف المنشودة للتعلم، والكفاءة وذلك بانجاز المهام فى وقتاً أقل.

§        الأبعاد المختلفة للتصميم التعليمى:
يمكن النظر إلى التصميم التعليمى من عدة أبعاد: فهو عملية Process منظمة لتصميم وتطوير المنتج أو النظام التعليمى استناداً إلى نظريات التعليم والتعلم تحقيقا للجودة، أي أنه العملية الكاملة لتحليل حاجات التعلم وأهدافه، وتطوير نظام مقابلة تلك الحاجات وإنتاج مواد التعلم وتجربتها وتقويمها. وهو مجال دراسي Discipline يهتم بالنظرية والبحث فى مجال تطوير استراتيجيات التعليم وتنفيذها. وأخيرا فهو علم تطبيقى Applied Science بين نظرية التعلم والتطبيق التربوي لابتكار مواصفات حل مشكلات التعليم والتعلم.
§        التصميم: Design
يتضمن مصطلح التصميم Design عدة عمليات: التخطيط، التصور أو التحليل المنظم التى تسبق عملية إنتاج منتج معين، أو تنفيذ خطة ما للتوصل لحل مشكلة معينة فى أحد مجالات الحياة (البناء والتشييد، الملابس والنسيج، التعليم والتدريب، ... إلخ).

ويعد التصميم كنوع من أنواع حل المشكلة الذى تشترك فيه جهات مهنية مختلفة، ويمكن تمييز التصميم من أنواع أخرى من التخطيط من خلال مستويات الدقة والعناية والخبرة، التى توظف فى عمليات التخطيط والإنتاج والتقويم، ويوظف مصممو التعليم مستويات عالية من الدقة والعناية والخبرة فى التطوير المنظم للتعليم، لإدراكهم أن عمليات التخطيط الضعيف يمكن أن تؤدى إلى تعلم غير ذى جدوى، وإلى متعلمين يفتقدون الحافز للتعليم أو التدريب ( ممدوح الفقى، 2011م) .
وهنا يشير (Ronald,1999: in: Smith & Rogan,1999,p.5) أن العديد من ملامح التصميم تنطبق على التصميم التعليمى:
-        منتج التصميم التعليمى له فائدة علمية .
-        تحويل معلومات بصيغة متطلبات إلى معلومات على هيئة مواصفات .
-        يتطلب التصميم تفاعلاً اجتماعياً .
-        يتضمن التصميم حل مشكلة، ولكن ليس كل حل مشكلة تصميماً .
-        يمكن ان يكون التصميم علماً وفناً أو مزيجاً من هذا وذاك .
-        يتضمن التصميم مهارات فنية، وعمليات تفكير منطقية وابتكارية.
-        التصميم هو عملية تعلم، وتعلم مستمر، بهدف التطوير فى ضوء المستجدات والمستحدثات.

 دور المصمم التعليمي :
 يطلق على خبير تكنولوجيا التعليم اسم "المصمم التعليمي، أو "المطور التربوي " ، أو "أخصائي الوسائل التعليمية " ويقع على عاتقه تحديد أكثر الوسائل التعليمية ملاءمة لتحقيق الأهداف التربوية، وهو يراعي الأسس النفسية والإدراكية ومبادئ التعلم والتعليم عند إجراء التصميم، وتزويد المتعلم بالخبرات التعليمية التي يحتاج إليها وإتاحة المجال لتفاعله مع العملية التعليمية، فضلاً عن مراعاة التوازن بين التعليم بالعرض وتقديم المعلومات الجاهزة، وإخبار الطلاب بكل ما يحتاجون إليه، وبين التعلم بالبحث عن المعلومات.

ويقوم خبير تكنولوجيا التعليم أو المصمم التعليمي بتقسيم المادة العلمية أو المحتوى العلمي إلى موضوعات أو وحدات صغيرة، وتحديد الأسلوب اللغوي المناسب لتقديم المادة العلمية وعرضها (أسلوب التحاور مع الطالب عند عرض المعلومات وتقديمها)، وتقديم الأنشطة التي تؤدي إلى التفاعل الايجابي للطالب مع النظام التعليمي، وتحديد وصياغة الأنشطة التي تمكن المتعلم من التقويم الذاتي لتعلمه. ويتعاون خبير المحتوى مع خبير تكنولوجيا التعليم في أداء المهام المتعلقة بتقسيم المحتوى وتحديد الأنشطة، وتحديد الأسلوب الملائم للعرض.(بامفلح، 2009) .

المصمم التعليمي والتغذية الراجعة.:
 ينظر المصمم التعليمي إلى التغذية الراجعة على إنها فرصة لتعزيز أو تعميق أو توضيح التعلم. وكثيراً ما تأخذ التغذية الراجعة في بيئات الوسائط المتعددة التو صيفية صيغة كشف الأخطاء وتصحيحها. ولان مخرجات التعليم والتعلم في هذه البيئات هي مخرجات محددة سابقاً فمن المفضل أن توجه التغذية الراجعة الخاصة بأداء المتعلم نحو المخرجات المقصودة. أما في بيئات الوسائط المتعددة التعاونية، فإن التغذية الراجعة تتميز بأنها تفاوضية فالمتعلمون يحددون الاتجاهات ويحددون اختياراتهم. ويمكننا القول بأنه كثيراً ما توفر التغذية الراجعة وجهة نظر إدراكية عليا للمتعلم، أي استجابة ذكية لأفعال المتعلم وتحديد مقاصده. ومن النقاط المهمة في التغذية الراجعة والتي يجب أن يهتم بها المصمم التعليمي بشكل خاص، هي أن التغذية الراجعة يمكن تقديمها على هيئة صوت أو رسوم بيانية أو صور متحركة، وليس فقط نصوص وعلى الرغم من انه لا يهم أي نوع من مزيج الصور تستخدم في أغلب الحالات، إلا انه من المفيد استخدام أنوع متعددة لدعم الاهتمام. (انجلين ,جاري. 2004)
التصميم التعليمى والتعلم الإلكترونى:
يؤكد مؤيدي التعلم الإلكترونى على فوائده العديدة، من حيث استقلاليته زماناً ومكاناً، وعروضه المدمجة، وتسهيلات الاتصالات من بعد، وتفاعل المتعلم وتواصله مع الغير، إلى جانب إعادة استخدام مواد التعلم وغير ذلك من الفوائد، ولكن هل الوسائل التقنية هى التى تؤثر بالتعلم؟ أم أن أساليب التعليم وطرق تصميم المحتوى هى التى يمكن أن تحسن جودة التعليم والتعلم ؟ وبعبارة أخرى هل التقنية وحدها هى التى تجعل التعلم أكثر فاعلية وكفاءة وجاذبية، أم أن هناك اشتراطات وعوامل أخرى(بدر الصالح، 2005أ، 6)
ويختلف المهتمون حول القضية الجدلية بين التقنية والتعلم، فمنهم المعارضون الذين لا يعلقون آمالاً على تقنية الحواسيب، وأنها ستنتهي إلى دور هامشى كما كان حال التلفزيون التعليمى، ومنهم المؤيدون الذين يعتقدون بأن مؤسسات التعليم الحالية ستصبح جزءاً من التاريخ التربوى، وبين هاتين النظريتين المتشددتين، يتوقع المعتدلون مستقبلاً يبارك فيه المعلمون والطلاب استخدامات التقنية وتوظيفها فى التعليم والتعلم وحدوث تغيرات جوهرية فى النظام التعليمى.
ويبدوا أن مشكلة التربية والتقنية مستمرة، فالبعض يعتقد أن التقنية لم تحقق وعودها فى إحداث تحول حقيقي فى النظام التربوي، كما يعتقد البعض الآخر فى أن التقنيات هى مجرد عربات لنقل التعليم، لكنها لا تؤثر بتحصيل وتنمية خبرات الطلاب المختلفة، كما هو الحال بالنسبة لعربات نقل المواد والمنتجات الغذائية لا تؤثر بالثقافة الغذائية، وحدة المحتوى هو الذى يؤثر بالتحصيل وخبرات التعلم. وكما هو الحال مع التقنيات الأقدم.

ويتواصل الجدل حول التقنيات الأحدث. فها هو ميرنبور ورفاقه (Merrienbore et al.,2004 ,13) يتعرضون لتطبيقات التعلم الإلكتروني بالنقد الشديد: حيث أشاروا إلى أن أى تربوي متفتح الذهن الذى يدرس الكم الكبير من تطبيقات التعلم الإلكتروني المتاحة حاليا على شبكة الانترنت، سيجد نفسه مضطراً إلى التوصل إلى استنتاج من منظور علم التدريس مؤداه أن التعلم الإلكتروني هو خطوة إلى الوراء بدلاً من كونه خطوة إلى الأمام، فالتركيز من قبل مزودي المحتوى مثل الناشرين والجامعات هو على نقل المحتوى إلى الطلاب من خلال الانترنت، أما التدريس فليس قضية على الإطلاق، وأن الانتباه يوجه إلى التكاليف والبنية التكنولوجية ونظم التوصيل، النتيجة المباشرة لهذا التوجه هو أن العديد من تطبيقات التعلم الإلكتروني تعود بنا إلى الأيام المبكرة للتعلم المعتمد على الحاسب مع برمجيات التدريس الخصوصى والكتب الإلكترونية.

ولسنا هنا بمعرض مناقشة مشكلة التربية والتقنية باستفاضة، لكن جاء كل ذلك فقط للتأكيد وبإيجاز– فى صدد التعرض لموضوع التصميم التعليمى للتعلم الإلكتروني – على إعطاء عملية التصميم التعليمى المنظم ومبادئها المعتمدة على أساس نظريات التعليم والتعلم والنظريات الأخرى ذات العلاقة، الأهمية التى تستحقها فى وقت مبكر من مشروع التعلم الإلكتروني، سواء كان ذلك على المستوى الفردى للمعلم أو على مستوى تنفيذ مشروعات التعلم الإلكتروني من بعد بالجامعات ومؤسسات التعليم والتدريب، فجوهر التعلم الإلكتروني الفعال يجب أن يقوم على أسس جيدة من التصميم التعليمى، وعلى أهمية عنصرى التفاعل والتواصل بين الأطراف المشاركة.( ممدوح الفقى ، 2011م)

وهنا يتفق (بدر الصالح، 2005 ب، 7)، مع شلزمانز وآخرون (Schlusmans,et.al.,2004 ,132) على أن التصميم التعليمي هو المرحلة الأكثر أهمية لكل عملية تطوير التعلم الإلكتروني، وأنه فقط عندما تكتمل عملية التصميم التعليمى يمكن أن يبدأ التصميم التقنى.
إن مزايا التصميم التعليمي وفوائده العديدة تبرز تكلفته العالية فى الوقت والخبرات المستهدفة، فهو يشجع على جعل المتعلم بؤرة الاهتمام والتركيز، ويدعم التعلم الذى يتسم بالفاعلية والكفاءة والجاذبية، كما أنه يدعم التنسيق بين أعضاء فريق التصميم، وييسر عملية نشر وتبنى الابتكارات والمستحدثات التعليمية، ويدعم تطوير نظم بديلة للتعليم والتدريس، ويوفر الانسجام بين أهداف التعلم وتفاعلاته وتقويمه، ويوفر أيضا إطارًا منظماً للتعامل مع مشكلات التعليم (Smith & Ragan, 1999,p9)، كما أنه يساعد على تحديد شروط التعلم ومواصفات التعليم المواتية لتحقيق الأهداف المنشودة بفاعلية وكفاءة ويسر.

ويشير(Smith & Ragan,1999,p18) أنه لكى تتحقق جملة الفوائد المبتغاه من التصميم التعليمى فإنه يجب أن يعتمد على عدد من الافتراضات والتى من أهمها: أن تكون مخرجات التعلم واضحة ومحددة، وجود تنوع وتعدد التقنيات التى يمكن أن يتعلم منها المتعلم، توفر مبادئ للتعليم تنطبق على جميع الأعمار والمجالات الدراسية، وأن يشمل التقويم التدريس أيضاً بهدف تحسينه ليصبح أكثر كفاءة وفاعلية وجاذبية، هذا إلى جانب كون خصائص المتعلمين وسياق التعليم وأهدافه أساس قرارات التصميم.

وقد حدد براون وفولتز(Brown&Voltz,2005,6-7) عوامل التصميم التعليمي الفعّال للتعلم الإلكتروني في ستة عوامل هي:
-        توفير خبرات تعلم متنوعة بدلاً من التوجيه الصارم في مسار محدد.
-        تقديم هذه الخبرات في سياقات أًصيلة لحفز المتعلم.
-        توفير فرص التأمل الفكري والتغذية الراجعة.
-        استخدام تصميمات ملاءمة لنظام التوصيل والإتاحة.
-        ضمان ملاءمة العناصر السابقة للسياق الذي ستستخدم فيه.
-        التأثيرات الشخصية والاجتماعية والبيئية لنشاطات التعلم الإلكترونية.

موقع التصميم التعليمي فى نظام التعلم الإلكتروني من بعد:
يمكن النظر إلى موقع التصميم التعليمى فى نظام التعلم الإلكترونى من بعد والذى يستند إلى بيئة شبكة الانترنت وعلاقته بهذا النظام من خلال تعرف مكونات هذا النظام والتى تتضمن أربعة مكونات رئيسة:
-     النظام الفرعى الإداري Regulatory Sub- System:
ويتضمن التخطيط و الإدارة واتخاذ القرار والتمويل والتقويم، ومهام ادارة برنامج التعليم والتدريب.
-        النظام الفرعى للمتعلم Learner Sub- System:
ويتضمن إجراءات التحاق المتعلمين بالنظام وإجراءات القبول وعمليات إدارة ومتابعة تقدمهم الدراسي.
-     النظام الفرعى للمقرر Course Sub-System:
ويتضمن عمليات التصميم التعليمى للمقررات وإنتاجها ونشرها، واستقبال مواد التعلم بمصاحبة نظم الاتصالات، مع عمليات إدارتها لتفاعلات المقررات الدراسية.
-     النظام الفرعى اللوجستى Logistical Sub- System:
  يتضمن كافة الطرق والإجراءات التى ترتبط بعمليات التمويل، من شراء وصيانة الأجهزة والبرامج، وعلى التدريب، والتوظيف، وتقديم الدعم الفنى.
أن كل نظام من هذه الأنظمة الفرعية يجب أن يعمل بفاعلية بكونه نظاماً مستقلاً، وكذلك بكونه جزاءاً من منظومة متكاملة، والتناغم (Synchronization) مع النظم الفرعية الأخرى لكى يحقق النظام أهدافه كاملة.

وخلاصة القول فى ذلك، أنه يمكن تمثيل المحتوى الإلكتروني عنصراً جوهرياً فى منظومة التعلم الإلكتروني من بعد المعتمد على الانترنت، من العلاقة بين مكونات هذه المنظومة بأنها علاقة تكاملية ، فالقرار فى أحدها يعد بمثابة مدخلات للقرارات فى مكونات أخرى، فالتصميم كنظام مثلاً لا يمكن أن يبدأ قبل تعرف نظام التوصيل (Delivery System)  وأدوات إنتاج الوسائط أو تأليف المقرر، كما لا يمكن تقرير نظام التوصيل دون تعرف إمكانات البنية التكنولوجية والشبكات الميسرة لأتمتته تلك العلميات.

خطوات التصميم التعليمي :
يتفق معظم المختصين في مجال التعليم على تسع خطوات لتصميم التعليم مترابطة ومتفاعلة مع بعضها وهي :
1-    تحديد الهدف التعليمي .
2-    تحليل المهمة التعليمية .
3-    تحليل السلوك للمتعلم .
4-    كتابة الاهداف السلوكية .
5-    تطوير الاختبارات المحكية .
6-    تطوير استراتيجية التعلم .
7-    تنظيم المحتوى التعليم .
8-    تطوير المواد التعليمية .
9-    تصميم عملية التقويم.




هدف هذا النموذج تصميم وبناء المحتوى الرقمى لبيئات التعلم المقدمة عبر الشبكات ، وذلك من خلال توفير نموذج يناسب الطرح العربى على شبكة الانترنت وبأسلوب تفاعلي يواجه الممارسات الخاطئة للتعلم الإلكتروني.

يتكون نمـوذج التصميـم التعليمي المقترح من ثـلاث عمليـات/عناصر Elements أساسيـة هى:
-               المدخـلات (Inputs): التخطيـط Planning .
-              العمليـات (Process): التصميـم Designing .
-              المخرجات (Outputs): النشــر Publishing .
إلى جانب عملية التغذية الراجعة التى تتم فى كل عنصرElement من عناصر النموذج الرئيسة وصولاً لجودة المنتج النهائى، وتتحد تلك العمليات/ العناصر بثلاث كلمات أساسية هى (تخطيط Planning – تصمم Designing – نشر Publishing) .
هذا وتتضمن العناصر الأساسية للنموذج على ثمانية مكونات أو منظومات فرعية ويظهر النموذج ومكوناته محاطاً بإطار من القيود Restrictions كعنصر تاسـع، تلك القيـود تفرضها المنظومة الكليـة التى تعمل فيها بيئة التعليم والتدريب المقصودة، وتشمل هذه القيـود نظام التعليم والتعلم القائم، وتوقعات الأفراد العاملين فى النظام والمنتمين اليه، كما تشمل المكان والوقت والنفقات والوسائل والتقنيات والمستحدثات التكنولوجية المتاحة، بالإضافة للقرارت الإدارية المتعلقة بالموافقات على التصميم والبرمجة والتطبيق والتنفيذ وغيرها من إجراءات تحقيق الهدف الأساس.
ويتكون النموذج بعناصره ومنظوماته الفرعية، مما يلى :
العنصر الأول: التخطيط والتحليل] مدخلات النظام[.
يعد عنصر– التخطيط والتحليل – كمنظومة فرعية بالعملية الموجهة لعمليات التصميم والبناء والبرمجة والتقويم المرتبطة بالنموذج الكلى المقترح لتصميم موقع وبيئة التعلم والتدريب الإلكتروني، وتتكون هذه المنظومة من ثلاث عناصر:
التقييم المبدئى للواقع الحالى.
تحليل الاحتياجات وتقديرها.
  • تقرير التخطيط : ( تحديد الميزانية ، تحديد الكوادر البشرية ، غير البشرية ).
العنصر الثانى: التصميم والبناء والبرمجة ]العمليات بالنظام[:
تشبه عملية التصميم التعليمى بالمخطط الذى يستخدمه المهندس لتحديد مواصفات البناء المزمع إنشاؤه أو تشييده، والتصميم التعليمى هو مخطط أو خارطة طريق(Road Map) بمواصفات نظام التعلم الإلكتروني، المستهدف بناؤه، وقد تتم هذه العملية بعدة أساليب؛ فردية من قبل المصمم التعليمى؛ جماعية من قبل المصمم التعليمى وبعض المشاركين ذوى الخبرة فى المناهج وطرق التدريس وإختصاصى المقررات التعليمية وإختصاصى الشبكات وغيرهم من المعنيين بالتعليم والتدريب وتقنياته. ويستمد العنصر الحالي مدخلاته من مخرجات العنصر الأول (التخطيط والتحليل).
هذا ويتضمن هذا العنصر(كمنظومة فرعية) عمليتين هما:
§        العملية الأولى: التصميم، وتتضمن بدورها:
-       تحديد الأهداف الإجرائية.
-    تحديد وظائف بيئة التعلم التفاعلية.
·     تصميم الأدوات وأساليب وواجهات التفاعل:
· تصميم قواعد البيانات Database وهيكل منظومة التعلم.
· تصميم الصفحة الرئيسية Home Page لموقع بيئة التعلم والتدريب.
· تصميم خريطة الموقع Site Map.
§       العملية الثانية: التطوير والبرمجة(بناء الصفحات وقواعد البيانات)، وتشمل :
-       بناء الصفحات الرئيسة ( للمقرر) وبيئة التعلم باستخدام لغة برمجة الإنترنت التفاعلية المناسبة وفق معايير تصميم وبناء صفحات الإنترنت.
-       البرمجة الإلكترونية وإنتاج عناصر واجهة التفاعل/عناصر التفاعل، باستخدام لغة برمجة صفحات الإنترنت التفاعلية.
العنصر الثالث: النشر]مخرجات النظام[. ويتضمن على ثلاث إجراءات
§        النشر على الويب ويشمل:
-        تحديد خصائص الاستضافة اللازمة Hosting.
-        تحديد الموقع المستضيف أو الخادم Main Host .
-        تحديد اسم النطاق (الدومين نيم: Domain name).
-        تركيب اسم النطاق (الدومين نيم: Domain name).
-        تحديد طريقة رفع الملفات على الخادم Uploading.
-        تسجيل حقوق الملكيـة على الشبكة.
-        تقديم تغذية راجعة بهدف التعديل وتصحيح الأخطاء.

§        التطبيق وإدارة المحتوى(التجريب الميدانى).
وهو اتصال المتعلم أو المستفيد بموقع وبيئة التعلم الإلكترونية والتفاعل مع محتواها وأدواتها المختلفة، ويتضمن ذلك على:
 أ  التطبيق الأولى: بهدف التجريب الاستطلاعي (التجريب المصغر).
ب – التطبيق النهائي: بهدف تجريب موقع وبيئة التعلم وتحديد فعاليتها أو أثرها فى التعليم والتدريب من بعد (التجريب المكبر).
 ج – إدارة التدريب: ويتم ذلك من قبل مدير/ إدارة الموقع ، ويتضمن ذلك أربعة مهام أساسية:
-    إدارة الموقع (بيئة التعليم والتعلم من بعد).
-    إدارة الوقت.
-    إدارة أنماط وأساليب الاتصال الإلكتروني.
-    إدارة عمليات التعلم وتقويم المتعلمين.
§        التقويـم ، ويعتمد على :
·       تقويم التعلم ونواتجه:(المعرفية– المهارية– الوجدانية).
·      تقويم بيئة وبرنامج التعلم "المنظومة الإلكترونية الكلية".

الصورة النهائية للنموذج المقترح لتصميم وبناء بيئة التعلم التفاعلية المعتمدة على الإنترنت: كما بالشكل(..).




هناك 7 تعليقات: